الأحد، 23 مارس 2014

دستة جاتوة

دستة جاتوة....الحمدلله نشرت روزاليوسف مقالي الرابع.....مقال كل كلمة فية والله أبكتني....مقال شفت نفسي فية...شفت والدي و والدتي برضة فية...شفت جدي و جدتي...شفت فية كل أب و كل أم

آسفة جداً لأن كلمات المقال حزينة

شكراً جزيلاً

لينك المقال
http://www.rosaelyoussef.com/news/83866/دستة-جاتوة


دستة جاتوة


بقلم : بسمة السباعي



عندي خيال بأني عمري زاد ٥٠ سنة

و إن بنتي اللي عمرها ٤ سنين كبرت و بقت متجوزة 


شايفة نفسي عجوزة أوي


جربت أقوم  مقدرتش أتحرك

حسيت بألم السن الكبير


حسيت بأن التجاعيد اللي مالية وشي و إيديا بتقولي فوقي إنتي معودتيش شابة قوية


بصيت شمالي...شفت جوزي...شكلة كبر هو كمان

عجِز أوي 


بصيتلة و سألتة: هو إحنا لية لوحدنا بقالنا كتير!؟

مردش عليا....بس عينية كانت مليانة دموع

سألتة تاني: هي دينا بنتنا فين يا حاج؟؟ بقالي كتير أوي مشفتهاش

أحتجت دموع عينية...و فرضت وجودها...فرضت وجودها بقوة كمان

بكي...أيوا بكي



معرفتش غير أني أقولة: معلش يا أبو دينا...أكيد بنتنا هتيجيلنا...تلاقيها بس مشغولة شوية



خلص اليوم

و اليوم بقي ٨ شهور


و لسة مجتش


و في يوم كنت قاعدة بتفرج علي برنامج في التليفزيون.....فسمعت المذيعة بتتكلم عن حفلة الدولة لتكريم للأمهات المثالية

فهمت من كلامها أن بكرة عيد الأم


أتبسطت أوي


و صحيت جوزي و قلتلة: أفرح يا حاج...هانشوف دينا بكرة


قام إتنفض و قالي: أزاي!!؟ هية كلمتك!!؟ طب إنتي كلمتيها!!؟ طب هي جاية!؟ ولا قالتلنا تعالوا!؟ طب و لو مجتش!؟ افرضي مجتش!! هنعمل إية!!؟ نفسي أشوفها...نفسي أخدها في حضني زي زمان...ها يا حاجة ردي بقي معقول بنتي جاية!؟

ضحكت أوي و قلتلة: والله جاية...بقولك جاية


قالي: إزاي!! جاية إزاي؟؟

فهمتة أن بكرة هيبقي عيد الأم و أنها أكيد هتيجي عشان تعيد عليا



المهم....خدت كل الأدوية المسكنة اللي موجودة عندي

عشان أقدر أقوم و أتحرك


قمت دخلت المطبخ عشان أحضرلها الكيكة اللي بالشيكولاتة اللي كانت بتحبها و هي صغيرة

و قلت كمان أعملها عصير الفراولة البيتي عشان كانت بتحبة أوي


و ندهت لجوزي و قلتلة ينزل يروح يجيبلها الجاتوة و التورتة اللي هي بتحبهم



الحمدلله ربنا قواني و جهزت كل حاجة

مكنش فاضل بس غير حاجة واحدة


إني أحضر ترابيزة السفرة عشان لما دندونا تيجي يبقي كل حاجة جاهزة عشان مش عايزة أتعبها كفاية عليها جوزها و بيتها ربنا يعينها



المهم طلعت فتحت نور الصالون كلة

شغلت كل النجف


و فرشت علي السفرة المفرش الوردي اللي هي كانت بتحبة 


طلعت طقم الصيني اللي كانت مكسرالي نصة و هي صغيرة


و أنا بطلعة من النيش....بكيت

فضلت أبكي 

لأني كنت متعودة أني ألاقي دينا جمبي و أنا بطلع الصيني من النيش 


كنت دايماً أناولها الطبق و هي تحطة عالسفرة

كانت يا عيني صغيرة فكانت بتجيب كرسي صغير و تقف علية عشان تطول السفرة


إفتكرت لما كانت ماليا حياتي كلها


إفتكرت شكلها و هي مخضوضة و خايفة لما كان الطبق يقع يتكسر منها غصب عنها



شفت إيدي اللي كنت بشيل بيهم ميت طبق 

لاقيت نفسي مش قادرة أشيل بيهم غير يادوب طبق

بكيت...لأن كل حاجة إتغيرت

بكيت...لأني ملقتهاش جمبي


والله بنتي وحشتني أوي


بس صَبَرت نفسي و قلت خلاص هانت


كلها كام ساعة و أشوفها



جوزي جية و شايل معاة حاجات كتيييير أوي

سألتة دا إية دا كلة

قالي جبت لدينا كل الحاجات اللي بتحبها
و بصي كمان جبتلها كارتونة شيكولاتة من النوع اللي هي بتحبة
بقولك إية صحيح متحاولي تقنعيها تِبات معانا يومين كدا...تفتكري ممكن جوزها يرضي؟؟

قربت منة و طبطبت علي ضهرة المحني و رديت علية بإبتسامة.....رديت علية من غير كلام

بصلي و قالي بصوت كلة خوف: تفتكري هانشوف دينا؟؟ بجد هانشوفها!؟


هزيتلة راسي بآه


دخلنا نمنا


كنت ظابطة المنبة عالساعة ٧ الصبح.... قلت عشان ألحق أصحي ألبس و أستني دندونا 



طبعاً من كتر فرحتي صحيت قبل ما المنبة يرن


بس هي الدنيا ضلمة لية كدا!؟ لتكون الأباجورة باظت!؟


و بعدين إية دا؟؟ في صوت عياط جامد أوي


إية دا!! دا صوت دينا


فضلت أنادي عليها و أقولها: دينا إنتي جيتي

دينا حبيبتي مالك؟؟؟

دينا أفتحي النوووور 

دينا مالك بتعيطي لية يا حبيبتي؟؟ مالك يا بنتي؟؟



بس مكنتش بترد عليا

فضلت أنادي علي جوزي...برضة مردش



حاولت أقوم عشان أشوف في إية

صوت عياطها قلقني عليها أوي....بس مش عارفة أتحرك من مكاني! والله ما عارفة



سمعت صوت جوزي بيبكي 

كنت لسة هصرخ و أقولة مالكوا في إية! لية كلكو بتعيطوا!!؟ لاقيتة بيقول


أمك كان نفسها تشوفك أوي يا دينا قبل ما تموت




وقتها فهمت سبب الضلمة اللي أنا فيها و فهمت لية هما بيعيطوا....بكيت..... بكيييييت أوي


بكيت مش لخوفي من أني مت....بكيت لأن مشفتهاش

مشفتش بنتي حبيبتي


و خلاص كدة مش هاشوفها تاني

خلاص الموت مضي علي قرار الفصل النهائي

خلاص مفيش دينا تاني


طيب ينفع يارب تخليني أفتح عينية ألمحها بس

نفسي أشوفها






و في وسط بكاها سمعتها بتقول: ماما حبيبتي متزعليش...حقك عليا


با رد عليها بس خلاص...مفيش كلام مني هايوصل

خلاص أختلفت لغتنا



ماما بحبك

والله اسفة



و أتزحزحت الطوبة اللي كانت متواربة

أتزحزحت و أنتهي بينا الحوار



الطوبة قفلت عليا بيتي....و الضلمة بقت إجباري....خلاص مبقتش سامعة من بنتي غير صوت خطواتها

ودعتها و طلبت منها تبطل بكا


قلتلها لا إله إلا الله يا بنتي
 





في وسط ضلمة المكان...سمعت صوت بنت بتقول: يا ماما...بتعيطي لية يا ماما!؟ مالك يا ماما؟

فتحت عيني....بصعوبة...إستغربت جداً إني شايفة.....بصيت لاقيت نفسي في بيتي....واقفة جمبي بنتي و لسة عمرها ٤ سنين
دينا حبيبتي لسة معايا


جربت أقوم من مكاني

ففرحت جداً أني عرفت أقوم و فرحت أكتر أن دينا لسة جمبي

حضنتها جامد أوي

حضنتها و كنت خايفة 

كنت خايفة من خيال إني لما أعجز ميكونش مسموح لي غير بصور بنتي و بس

كنت خايفة لتكون نهايتي زي نهايتي اللي شفتها في خيالي


بس المهم إني حمدت ربنا أنه خيال...و خلاص خلص



هو آه بالنسبة ليا كان خيال....بس للأسف دة واقع بالنسبة لناس كتير أوي

أبناء كتير أوي مقصرين في حق والدهم و والدتهم بحجة أنهم مش فاضيين...أو أن أبوهم بينصحهم كتير و هم خلاص كبروا عالنصيحة! أو لأن والدتهم بتكرر الحكايات! و هما خلاص مصدعين أوي و مش قادرين يستحملوا ولا نصيحة ولا حكايات متكررة





إنتهي يوم عيد الأم 

و أتقفلت كل الأنوار 

إتلم المفرش الوردي

إتشال طقم الصيني

إتكتم صوت الضحك العالي

الكلام بقي بحدود

إنصرف كل الحضور


عاد الصمت و النور الخافت ليحتل بيت الأم




إنتهي يوم عيد الأم

و إنتهت معاة تلك المشاعر المؤقتة

تلك المشاعر التي تتمدد في المناسبات و الأعياد و تنكمش في الأيام العادية


إنتهي يوم عيد الأم

و عادت الأم لذكرياتها منتظرة عيد الأم القادم 



إنتهي يوم عيد الأم 

لتعود كل قطعة من قطع الشطرنج إلي مكانها الأصلي 


و تظل الملكة العجوز وحيدة لا تجد من يقف جوارها سوي وزير مُسن ضعيف

و يظلوا في مكانهم و قد أنهكهم التعب....منتظرين لمسة من يدك لتحركهم إلي قربك



أعتقد أنك إذا لم تحرك الملكة و الوزير بقرب خانتك فستخسرهم للنهاية 
 


فكر جيداً...و أتخذ قرارك 

قبل أن يأتي الموت بحركة فجائية و يأخذ منك ملكتك و وزيرك

فكر جيداً

قبل أن يتفوة الموت بكلمة

كش ملك