الأحد، 9 مارس 2014

ترنيمة الرحيل

أسرعوا و أكتبوا طلباتكم



فهناك رعدٌ و برقٌ يمهدان أن الأبواب ستُفتح



و ها هي الأمطار تنهمر بغزارة



وقد أعلن الآن مالك شركة الدنيا أن الأبواب قد فُتحت و أنه جاهز لتلقي طلبات العاملين بشركة الدنيا 



إنها فرصة جيدة لي لأقدم طلبي لسيادة المالك و أنا ميقنة أني سأخذ علية الموافقة



فيقيني بقبول طلبي جاء من كلام المالك لنا في قانون العمل بشركة الدنيا المتمثل في دستورة السماوي فهو قال أن حين تُمطرِ السماء فعندها تُفتح الأبواب المؤدية إلي المالك......و حينها ستُقبل طلبات العاملون بالشركة




و ها أنا إرتديت ملابس أنيقة لتليق بالمقابلة


و ذهبت لأتحدث إلية

و في طريقي له

شعرت بوخز يؤلمني...و أخذ جسمي يرتجف

يبدو أن الإله قد أصدر قرارة بالموافقة علي مطلبي



فأغمضت عيني...و قررت النطق بترنيمة الرحيل

غمرتني السعادة...فأنا أعتقدت أن هذا الوخز هو إستئذان من روح حبيسة بداخل جسدي

أعتقدت بأن هذة الرجفة هي بداية رحلة صعودي إلي المالك



و لكن هناك من أفسد رحلتي

فجسدي منع روحي أن تغادرة


جسدي يرتعش رافضاً فراق روحي له 



روحي تأبي أن ترضخ لقرار جسدي




روحي تتفاوص مع جسدي و تحاول إقناعة بأن يسمح لها بالرحيل

يرفض جسدي و يعلن رفضة برجفةٍ أسقطتني أرضاً



رجفة رفضٍ صارخة


أيقنت أن جسدي يهاب الظلام...يهاب الموت....يهاب الفناء


فأختار بضيق تفكيرة أن يظل في دنيا الفناء المظلمة




و لأن جسدي يملك قلباً طيباً فذهب إلي روحي و حاول أن يعتذر منها عن منعة لها فقال 

أعذريني أيها الروح...فأنا لاستطيع تحمل ظلمة قبر ...أنا أخاف مقابلة الله...فأنا إرتديت ملابس تغضب الله...و فمي نطق بكثير من الكذب...و سمعت بأذني غيبة الكثير....أعذريني فأنا لدي الكثير من المعاصي فكيف تطلبين مني أن أتركك ترحلين! كيف و ان رحلتي فسأرحل معك! و كيف أرحل معك و أنا كاذب و مغتاب و منافق كيف! منعتك لأني أخاف لقاء الله...لكني أقسم لكي أني سأحاول أن أصلح من نفسي و حينها لن أمنعك إن حاولتي الرحيل...بل ستجيديني منتظرك لأرحل معك...أرجوكي سامحيني


قبلت الروح إعتذار الجسد

قبلت و قررت أن تعاون جسدي في إصلاح أخطائة لينالا رضا المالك



مازلت أنا و جسدي و روحي في غرفتي



كنت حزينة لأنني لم أستطع الذهاب للمالك 


فيحول بيني و بينة إتفاقية موثقة بينة و بين جسدي و روحي

فيحول بيني و بينه...عمري الذي لم ينفُذ






و لكني لم أستسلم لتلك الإتفاقية

كتبت كل ما أردت أن أقولة للمالك


و توجهت برسالتي

لأقدمها للمرة المائة بعد الألف

عسي أن تُقبل هذة المره




بالفعل قد وصلت إلي نافذة غرفتي



و فتحت النافذة

و نظرت إلي مقر الخالق



و قدمت له رسالتي




سيادة مالك شركة الدنيا


لقد تأخرت في إجابة طلبي كثيراً يا سيدي

 رجاءً يا سيدي أن تقوم بنقلي و سريعاً إلي منصبي في حياتي الأخري...إلي منصبي في عالمٍ بلا هو و بلا هي


عالمٌ سأرفض أن أكون أنا فية
 

عالمٌ سأكون فية معك


يا سيادة مالك شركة الدنيا

لقد أتيت بي إلي هذة الشركة و قمت بتعيني في تلك الوظيفة و أحاطتني بهؤلاء الناس...كل هذا يا سيدي حدث بدون رغبتي...و أنا الآن أطالب سيادتكم بإرجاعي إلي سيرتي الأولي

تراب يتطاير    


يا سيدي الإله....يا مالك الدنيا


أعلم أنك لن تهمل رسالتي إليك لأنك تعلم أنها رسالة صادقة


أتمني قبول طلبي بسرعةٍ تتناسب مع شوقي لك



آمين


و بكلمة آمين قد أنهيت طلبي من مالك شركة الدنيا المحترمة



أغلقت النافذة بعد أن إنهمر المطر بغزارة داخل غرفتي

وجهي كان مغمور بمياة....مياة لا أعلم ان كانت من عيني أم من عين السماء






وبعد أكثر من ساعة

إنتهت الأمطار

و غُلِقت الأبواب 

 جسدي كان ينتفض بشدة بعد أن إبتلت ملابسي كلها من بكاء السماء

عيناي مازال بها بقايا أضواء برق إحتفال السماء بفتح المالك لباب مكتبة للعاملين


ذهبت و أستبدلت ملابسي...و أعددت كوبا من القهوة الساخنة



أما عن رسالتي 



فهي معلقة بين السماء و الأرض

إما أن تصل للمالك

أو أن تُفقد كما فُقدت صاحبة الرسالة