هتش النوستالجيا
إنتشرت مؤخراً في المجتمع المصري الفيسبوكاوي... حمي النوستالجيا
فهذا شاب يرتدي تيشيرت سوداء عليها علامة (لاكوست)...راشق عالفيسبوك ليل و نهار في سايبر (ميدو نت) ...يحتسي كانزاية من الماونتن ديو....و هوب يقوم عامل شير لأغنية لفيروز و يكتب فوقيها (نوستالجيا) و يرزع كام علامة تعجب ورا هذة الكلمة...هذا الشاب يرفع دائماً شعار أنا نوستالجياوي و أفتخر
ببقي عايزة أرزعه علي قفاة و أقولة (نوستالجيا) دية تبقي خالتك! يا حيليتهااا
المصطلح النوستالجياوي أصبح يسبق أي كلمة مثلاً: نوستالجيا منير!...نوستالجيا الرحباني!....نوستالجيا ومبي!!...نوستالجيا المسطرة اللي فيها مية و مشرشرة من تحت!!...نوستالجيا الكومبوزر اللي كان علي نوكيا 3310!!....نوستالجيا سندوتش الجبنة البيضا بالخيار!! و هكذااا
بعيداً عن هذا الشاب اللاكوست... أنا ضد حوار النوستالجيا و النوستالجيين دة تماماً
و هقولكوا لية
لأن الأيام اللي فاتت اللي إحنا قاعدين منوستالجيين نفسنا عليها مكنتش وقتها عاجبانا أصلاً....و كنا بنأوف منها....و كنا بنقول إمتي نخلص بقي من المدرسة! و إمتي نتخرج من الجامعة!!؟ و إمتي نتجوز و إمتي نخلف و إمتي و إمتي و إمتي!!؟
و لما خلصنا مدرسة و إتخرجنا من الجامعة و إتجوزنا و خلفنا....برضو بنأووووف و ن هووووف من هذة الفترة (حاضرنا) و نفضل نتذكر في أيام لمجرد إنها أصبحت (منتهية الصلاحية).....و نبتدي الوصلة (فييين أيام ما كنا لوحدنا و بحريتنا!؟؟ فين أيام الصياعة اللي كانت في الجامعة!؟؟ فين أيام ما كنا نرجع نلاقي مامتنا محضرلنا الغدا!!؟؟ فين أيام ما كانت كل شغلتنا في الحياة هي الأكل و النوم و الخروج!!) و بنكمل الوصلة بمقطوعة فنية من (أووووف من العيااال و زنهم!! إمتي نخلص بقي من الوش دة!!) ....ولا يوم من أيام زمان
أنا بس عايزة أوضحلكوا إن إحنا بنحب أيام زمان لأنها خلصت و مبقتش معانا...ببساطة لأنها فاتت.....فبنقوم بقي طالعين بالمصطلح النوستالجياوي المتين و نعد نحسس نفسنا إننا كنا وقتها مبسوطين جداً...مع العلم إننا كنا رافضين هذا الماضي المحبوب حينما كان يحمل لقب الحاضر
المهم إن بعد ما الفترة بتاعت الجواز و الخلفة و الشغل تعدي....و أولادنا يكبروا و يتجوزوا....بيستمر معانا برضو مسلسل الأوف و الهوف....و النوستالجيا تاكلنا و نفضل نقول (ياااه فين أيام ما كانت العيال صغيرة و معانا و حوالينا..أهو دلوقتي الولاد إتجوزوا و بقينا لوحدنا).......نحن دائماً نبحث عن المفقود....نبحث عن الماضي لأننا لم نعد نملكة
أنا لا أري أن (النوستالجيا) مرتبطة فقط بالحنين إلي عصر أو زمن مضي بأحداثة و شخصياتة...فهناك نوستالجيا مستوطنة بداخلنا جميعاً....(النوستالجيا الصيني)....بمعني...أن النوستالجيا الصيني المصري أصبحت للحبيب الأولاني...نوستالجيا الرجل لشكل مراتة قبل ما تحمل و تخلف و تبقي شبة الكورة...نوستالجيا لشريط حماقي القديم....نوستالجيا لسندوتش إتشال من منيو كنتاكي مثلاً
هكذا نحن المصريين لما نحط بصمتنا في حاجة...قلبنا تعريف النوستالجيا لفود كورت
و هناك خبر إن النوستالجيا بعد ما شافت تعريفها عند المصريين و البوستات اللي مكتوب فيها نوستالجيا علي صور المساطر و الزمزميات...أصيبت النوستالجيا بنوستالجيا لتعريفها القديم
أيها النوستالجيين
نحن دائماً نضطهد حاضرنا و نهملة حتي يشيب و يصبح ماضي....و حينها نعشقة و نتمني عودتة لنا
نحن نقتل حاضرنا بنوستالجيتنا لماضيٍ قتلناة حين كان حاضراً
و حين يأتي مستقبلنا يجدنا مشغولون بإختيار إلي أين نتجة بنوستالجيتنا إلي الماضي القريب أم إلي الماضي البعيد
فنهمله هو الآخر
و تصبح نوستالجيتنا لا للماضي فقط
ولكن للحاضر و المستقبل أيضاً
نحن جميعنا...لا نحب الشئ ألا حين ينتقل من خانة (الآن) إلي خانة (كان)....من خانة (الحاضر) إلي خانة (الماضي)...من خانة (الموجود) إلي خانة (الغائب)....هي ليست نوستالجيا إنما هي حبٌ للمفقود
فهكذا نحن جميعنا
لا نرضي بما نملك...ولا نحب إلا ما نفقِد
أصبحنا جميعاً مسجونين في زنزانة الماضي...و مقيدين بقيود المفقود
أصبحنا جميعاً مصابين بمرض النوستالجيا....نوستالجيا المفقود