الخميس، 27 فبراير 2014

المرفوض مفقود

أرض سوداء مهشمة الملامح

مكان لم أره من قبل

شمس ساطعة أشعتها تخترق السُحُب

حرٌ شديد

صمتٌ قاتل 

لا أسمع شئ سوي صوت رمال تطاير

الخوف يقتلني و التعب فرض قوتة علي نفسي


حاولت البحث عن أحد لأتحدث معة لكني لم أجد سوي


خيال ظلي


فقط أنا و خيال ظلي


وماذا أفعل به! فهو مجرد خيال لن يفيدني بشئ...خيال ظل!! أنا أبحث عن من يخرجني من هذا المجهول...و أنت لا تعنيني بشئ



لكني لم أفقد الأمل


ظللت أبحث عن ملامح للطريق


ظللت أبحث عن أي علامة لتخرجني من هذا المكان المخيف


كنت أركض


خيال ظلي كان يلحق بي أينما ذهبت


نظرت له و حدثتة بلهجةٍ حاده: ماذا بك! كف عن ملاحقتي! فإن كنت تبحث عن مخرج من هذا المكان فلا تتبعني...فأنا مفقودة هنا...مفقودة


فبدأ خيال ظلي يذوب...و يذوب


إلا أن إختفي تماماً


إختفي 

شعرت بالندم...لإني فقدت من كان معي في هذا المجهول

فقدتة و صرت وحدي تماماً

 


ذهبت الشمس إلي مخبأها

و ظللت أنا و خوفي ننصت إلي صوت الرمال المتطايرة 


جلست 


فكرت في أن أستعيد من فقدت


فأشعلت ناراً أمامي
 

كنت لا أبحث عن الدفأ

و لكني كنت أبحث عنة

عنة هو

خيال ظلي

الذي كان يلاحقني أينما ذهبت

الذي كان بجواري دائماً



إفتقدت وجودة 

افتقدة



حين تركني...شعرت بالمعني الحقيقي لكلمة مفقودة



كم أنا غبية! ألقيت بالشئ الوحيد الذي كان لا يؤذيني.....لا يؤلمني...لا ينافقني...لا يخونني


ألقيت به من نافذة حياتي لأني كنت علي يقين أنة ليس له سواي و أنه حتماً سيعود 

حتماً سيعود فهو خيال ظلي...خيال ظلي أنا..فكيف له ألا يعود!!؟


و كم من أشخاص ألقيانهم و كنا ننتظر عودتهم....ففقدناهم...ولم  يظل معنا أحد سوي غرورٌ أبله يأخذ بأزرنا و يقول لنا أنه (سيعود)....سيعود!!؟



ألقيت به بعيداً لأني كنت منشغلة بالبحث عن مخرج من المجهول...فألقيت بالدليل

وكم من مشاغل أنستنا من كنا نعني لهم الدنيا


ألقيت به لأني ظننت أنه يلاحقني...ظننت أنه يتبعني

و كم منا رأي بغرورة أنه هو الدليل...فألقي بمنقذة...ف ضَل



و بعد أن تركني  

أدركت


أدركت أني أنا من كنت ألاحقة

أدركت أني أنا من كنت أتبعة


فأفيقوا الآن...قبل أن تفقدوا دليلكم

أفيقوا الآن..قبل أن تفقدوا شخصً كان كخيال ظلكم الوفي


أفيقوا و إمسحوا غبار الغرور من علي أعينكم 



كان دوماً يقول لي

إنه معي ليحررني من مجهول نفسي

إنه معي ليرشدني إلي كيف أكون أنا

و أنا عاندت

إستكبرت و سخرت منه

و طلبت منة الرحيل لأنني كنت موقنة أنه ليس لدية القرار...و أنه حتماً سيعود...و أنة واقع مُسلم به

فرحل


إتخذ قراري...لا قرارة...و رحل


و ها أنا

سجينة حتي هذة اللحظة بداخل مجهول نفسي

و أمامي نار موقدة من ذكريات لتساعدني أن أجده 

و أعود معه إلي نفسي




سأبحث عنك

عنك يا خيال ظلي



فأنا أفتقدك