الخميس، 23 يناير 2014

أنا أبي و أمي

من أول يوم عملت فية المدونة و أنا حسيت براحة نفسية ملهاش مثيل...حسيت بإني ليا حد أتكلم معاه في أي حاجة و في أي وقت...حسيت بإن ليا حد بيفهمني...حسيت إن ليا حد بيسمعني من غير ما يقاطعني ولا حتي يهاجمني...حسيت إني و لأول مرة في حياتي كلها أقول اللي جوايا و من غير نفاق ولا تمثيل...عارفين لما بتقولولي إني ضايقتكوا بكلامي المحزن اللي ساعات بكتبة..والله ما بيبقي قصدي...بس أصل بتبقي أنا اللي بتكتب...أنا اللي جوايا...لإن أنا اللي (برا) طول النهار بتبقي مهما تكون زعلانة عمالة تضحك و تألش..فغصب عني لما بعوز أتكلم بصراحة بلاقي نفسي داخلة فاتحة البلوجر أبليكشن..و أكتب...بأكتب اللي نفسي أقولة و من غير ما أخبي ولا أحور...بكتب اللي جوايا و مبتكسفش...بكتبة...و ساعتها بحس إني مش جاية علي نفسي في أي حاجة...ساعتها بحس إنة إنتهي...بحس إني شخص محترم...لإن والله العظيم تلاتة أنا ببقي فاقدة إحترامي لنفسي طول ما بيكون جوايا حزن و أفضل أهرج و أضحك...والله بتعب أوي...بس ساعتها بأقول لنفسب أهي هانت فاضل شوية ...فاضل شوية و هأرجع أنا...بفضل أقول لنفسي (أصبري خلاص هافتح البلوجر و هتتكلمي يا أنا) ....اللي بكتبة هنا هو اللي بيخليني أقدر أشوف نفسي

من الصبح و أنا عندي إحساس رهيب بالذنب....الأحساس بالذنب دا من ناحية أبويا و أمي


عارفين لما يكون فية ولد صغير قصير ويكون نفسة يبص من الشباك فأمة توطي علي ركبها عشان إبنها الصغير يطلع يقف علي ضهرها عشان يشوف....الأم ساعتها بتبقي تعبانة طبعاً من التوطية و قسمة الوسط بس في نفس الوقت بتكون مبسوطة لأنها حققت لإبنها اللي كان نفسة فية بإنة يبص من الشباك...بس نيجي بقي لاحساس الولد...الولد بيبقي مبسوط جداً طبعاً بس من جواة بيكون في حتت طمع بإنة يفضل واقف باصص في الشباك كتير...مبيبقاش هامة إنة واقف علي ضهر أمة ولا بيبقي هامة إن أمة تعبانة ولا بيفكر غير في إنة يفضل باصص من الشباك..ميهمهوش الطريقة...بس يهمة سعادتة...بيبقي مش عاجبة إن أمة اللي يا عيني موطية تحتة و غصب عنها بتتحرك حركة بسيطة عشان تعدل ركبها اللي إتهرت.. ما هية مش كرسي أصلها!! فيعيط و يقولة كفاية حركة مش عارف أبص كويس...الأم بتكون عاملة أكتر من اللي عليها...و الإبن بيكون عايز أكتر و أكتر...و أكتر

و هذا سبب إحساسي بالذنب

حاسة إني عاملة زي الولد الصغير دا...واقفة علي ضهر أبويا و أمي عشان أعرف أبص من شباك الدنيا



قبل ما أتجوز....أبويا و أمي كانوا دايماً عايزين يرضوني..بس أنا كنت بت بايخة...كنت عاملة فيها هند رستم...مكنش بيعجبني العجب....أبويا و أمي كانوا بيعملولي كل حاجة...و برضو كنت بعمل زي العيل الرذل و أطلب كمان و كنت أئووووف أوي لو بونبوناية طلبتها مجتش..بعمل مناحة في البيت لحاد ما بدل البونبوناية تيجي كرتونة بحالها عشان بس أرضي و أتبسط...أبويا و أمي كانوا ميجيبوش لبس لنفسهم عشان يجيبولي أغلي لبس...فكنت بلبس و اروح أهزر و أتريق علي لبسهم و اقولهم أرحموا الطقم دا أنتوا هريتوة لبس....كانوا يا عيني يضحكوا....مكنوش عايزين يقولولي إحنا هاريين الطقم لبس عشان إنتي تلبسي مانجو و زارا...بس كانوا بيسكتوا...ميعلقوش عشان ميضيعوش فرحتي بلبسي الجديد


أمي كانت دايماً تقولي (أنا مبتبسطش غير لما بلاقيكي إنتي مبسوطة) و (لما إنتي تلبسي حاجة جديدة كإني أنا لبستها بالظبط)و أنا جوا نفسي كنت بقول (إية بقي التمثيل العالي!!) و (يخرب بيت أڤورة الأمهات)...مكنتش بصدق كلامها...كلامها كان بالنسبة ليا تمرهندي باللبن


 

بعد ما إتجوزت....أبويا و أمي...برضوا فضلوا واقفين في مكانهم...حاولت أقنعهم بإنهم يريحوا نفسهم شوية.....بس رفضوا...رفضوا يرتاحوا...رفضوا و قالولي (لحسن يا بنتي تعوزي حاجة)...مكنوش عايزين يرتاحوا لإنهم كانوا خايفيين لحسن أعوزهم و ملقاهمش...كانوا عايزين يفضلوا واقفين جاهزين عشان قبل ما أكمل كلمة يا (بابا) ولا يا (ماما) ييجولي هوا.....و انا بأنانية قلت كويس خليهم جمبي أضمن لحسن أعوز حاجة...مهمنيش راحتهم...مهمنيش غير نفسي و بس



بعد ما خلفت....كل حاجة إتغيرت

أنا إتغيرت تماماً


حسيت بأبويا و أمي جداً

حسيت بعظمتهم
و حسيت بحقارتي
حسيت بتضحياتهم
و حسيت بطمعي

لما لقيت نفسي بتبسط أوي لما باشوف بنتي مبسوطة...عرفت إن كلام أمي مكنش تمرهندي...لما لقيت نفسي باجيب لبنتي شيكولاتة و هي تاكلها فأحس بحلاوة طعمها في بقي أنا...عرفت إن كلام أمي مكنش أڤورة

لما بصيت لنفسي من فوقي لتحتي...شخصيتي...طريقة كلامي...عربيتي...عفش بيتي....لبسي...شنطي...جزمي و شرباتي..برفاناتي..لما حتي بصيت للآيباد اللي بكتب علية...وحتي مج القهوة اللي بشرب فية...لما بصيت لأبويا المسافر....لما بصيت لقعدتة لوحدة...لما بصيت لشقاة و تعبة...لما بصيت لأمي اللي حياتها مش مستقرة..شوية هنا عشان تكون جمبنا...و شوية تروحلة عشان متسبوش لوحدة كتير....لما قلبت في الصور اللي علي الموبايل و لقيت صور الحاجات اللي عمالين يشتروهالي من غربتهم و يصوروها و يبعتولي في صورها عشان يحسسوني بحبهم ليا...لما شغلت السكايب و شفت أبويا و أمي و هما قاعدين جمب بعض ووشهم مليان تجاعيد...لما شفتهم و هما لوحدهم...لما شفتهم شاغلين بالهم أوي بيا و عمالين يسألوني (كلتي؟؟ شربتي؟؟ في حد مزعلك؟؟)...لما شفت الغربة اللي كلت عمر أبويا...و شفت أمي قاعدة جمبة و أنا عارفة و متأكدة إني وحشتها و من جواها نفسها ترجعلنا بس هي مستحمله عشان متسبش والدي لوحدة كتير...لما شفت شعر أمي و أبويا الأبيض...لما شفتهم عجزوا


بكيت


والله بكيت


بكيت لأني إنسانة حقيرة أنانية جداً....أخدت منهم كل حاجة و لسة باخد...دست عليهم برجلي عشان أتعلم و أتجوز و أخلف...و أنشغل ببيتي و بجوزي و بنتي...و أنا واقفة عليهم....والله لسة واقفة عليهم....هما اللي خلوني أبقي أنا...هما...مش أنا



لما تبص في مراية...بتشوف نفسك صح؟؟

أنا بقي والله العظيم لما ببص في المراية...بشوف أبويا و أمي

بشوف تجاعيد وشهم و جلد إيديهم المكرمش...بشوف قعدتهم لوحدهم...بشوف شعرهم الأبيض...بشوف تعبهم و شقاهم 


بسمة السباعي اللي قدامكوا دية مش بسمة السباعي

أنا إنعكاس لابويا و أمي

أنا مش حقيقة

أنا لوحة رسمها أبويا و أمي

أنا ضل أبويا و أمي....آه ضلهم 



والله العظيم أنا و بكل فخر


 أثر خطوات رجلين ابويا و أمي علي طريق الدنيا 

 

مني مصطفي...و...وحيد السباعي



شكراً أمي...شكراً أبي
و أعذروني لإني بقالي كتيييير أوي واقفة علي ضهركوا